Archive for 14 نوفمبر, 2010

في الإعلام – خاطر

نوفمبر 14, 2010

بعد حديثٍ مطوّل مع أحد الإخوة عن الإعلام و الإعلاميّ وأثر الإعلام الممتد ، كنتُ أقفُ على تعاريف كثيرة وضعتها نتاجًا لبحثي في هذا المجال خلال عامين ماضيين ! ، لم أكن أعتقدُ يومًا أنني قد أجرؤ على وضعِ رؤية أو عبارة خاصة بي أتخذها منهجًا حياتيًا أقضي به بقية حياتي ، تحثني على المضيّ و أثرها في نفسي عميق ! ، كنتُ أعتقد أن الآخرين حولي وحدهم بارعون في هذا الأمر ، و وحدها عباراتهم تستحقُ الاقتباس ، واتخاذها منهجًا حياتيًا ليسَ بالأمر الصعب ! ، إلا أنني جربتُ هذا لفترة لم تدم طويلًا حتى عدتُ أدراجي خائبة ، فَـ لم يعد لعبارات الآخرين أثر في نفسي ، كتبتُ بعدها عنِّي فقط أقول : خُلقتُ لِـ أغيِّرَ مسار الإعلام في العالم ! ، أؤمن ! .. عبارتي هذهِ كانت وليدة موقف و لقاء بِـ الأستاذة الفاضلة هيا الشطي إذ حرَّكت فِيَّ معنى الطموح والنفس العزيزة والحلم الذي يتسعُ الكونُ بأكملهِ لصاحبهِ ويتعاضدُ معهُ لتحقيقهِ مادامَ مؤمنًا بهِ وبذاتهِ !

عشتُ بعدها معنى أن أحلل نظرتي للإعلام فوجدتُ أنهُ تصحيحٌ لِـ مسارِ أمة بأكملها ! ، ومازلتُ حتى اليوم وسأبقى أؤمنُ بذلك وأتخذهُ أحد أهم أسباب دراستي للإعلام وتسخير حياتي للعمل فيه من أجل هدف أعظم وهو النهضة بالأمة التي أرجو أن تكونَ معبرًا لي يُيسرُ عَلَيَّ بلوغ رفقة محمد – صلى الله عليه وسلم – وصحبهِ – رضي الله عنهم – في الفردوس الأعلى من الجنة بإذن الله .. اليوم حينَ أقول أن الإعلام تصحيح مسار أمة ، فأنا أنطقُ بذلك وكافة خلايايَ تؤمنُ بهِ ، لأن العمق هنا يكمنُ في أنني عشتُ هذا لزمن بينَ بحثٍ واستقصاء ومواقف تؤكد عَلَيَّ ذلك في كل مرة ! ، حتى أنني لم أُواجَه بالتأييد في ولوجِ هذا العالم و دراستهِ والتعمق فيه ! ، تعلمون أنهُ مهنةُ البحث عن المتاعب ، وأنهُ مهنة من لا مهنة له ! – أو هذا ما كان يُردد على رأسي حينها !

أذكرُ أن الأستاذة هيا الشطي عمّقت فِيَّ معنى أن أدرسَ الإعلام و أتخذهُ وسيلة للعبور إلى الفردوس والنهضة بالأمة قبل ذلك بإذن الله ! ، إذ قالت : قضية فلسطين عبارة عن ذكاء إعلامي و ذكاء سياسي اقتصادي ! .. حينها ، تبنيتُ قضية فلسطين إعلاميًا ، وسخَّرتُ نفسي لذلك بكُلِّي ، ونطقتُ بعد تفكير لم يستمر لأكثر من ساعة ! : أؤمنُ بأنني خُلقتُ لِـ أغيِّر مسار الإعلام في العالم ! ، رغم المعارضات من محيط العائلة والأقارب و بعض الإيحاءات التي أدركها جيدًا ، إلا أنني لم ولن أستسلم يومًا بإذن الله لأي أمرٍ يعيقني عن تحقيق معنى النهضة للأمة ! ، معنى أن يكونَ لكَ هدفٌ سامٍ هو الأول ولا شيء قبلهُ ! ، معنى أن تنظر لِـ كل شيء ، وأعنيها حينَ أقول لِـ كل شيء على أنهُ صفرٌ هامشيّ أمام هدفكَ الأعظم ! ، معنى أنك حينَ تمرُ ببعضِ الوعكات صحية كانت أو نفسية ، فإنك تتخلصُ منها سريعًا لأجلِ أن تمضي في تحقيقِ نجاحاتك ! ، معنى أن ترى كل شيءٍ جميلًا لأنهُ أحد طرق العبور إلى حُلُمك في النهضة ! ، معنى أن تأتي يوم القيامة فَـ تكونَ فخرًا لِـ حبيبك محمد – صلى الله عليه وسلم – ، معنى أن ينظرَ إليكَ ربك جل وعلا مبتسمًا سعيدًا فخورًا بك ! ، معنى أن تكونَ فردًا مسؤولًا متعاليًا عن سفاسفِ الأمور ، متسامح و متواضع ، سخي في كرمك ، توجّه و تنصح وتجيب دون نظراتِ استعلاء أو كِبَر ! ، معنى أن تكونَ فردًا ناجحًا في مجتمعكَ الدراسيّ رغم كل شيء وتراهُ جنة ! ، معنى أن تصاحبَ أناسًا يحملونَ هم النهضة كَـ أول همومهم وعلى أساسهِ يُبلورون اهتماماتهم و يحققون طموحاتهم ! ، معنى أن تكونَ مبتسمًا مُشرقًا ! ، معنى أن تُذلل كل العقبات التي تواجهك وتتجاوزها لأجلِ هدفك !

توصلتُ خلالَ العامين الماضيين إلى التالي : الإعلام مهنة البحث عن المتاعب ، ومهنة التضحيات الكبرى ! ، أعتقدُ أنهُ من أكثر المهن التي يحتاجُ فيها الفرد لِـ أن يكونَ مؤمناً بذاتهِ وبحلمهِ وطموحه ! ، لابد أن لا تنسى أنك بكونكَ إعلاميًا فأنتَ سواء كنتَ صحفيّ أو مذيع أو أو أو ، فإنك تحملُ للناس أمانة معرفية في المعلومة التي تنقلها ، وقلمك هذا الذي بينَ يديك هو سلاحٌ ذو حدين ، قد تصيبُ في توجيههِ فَـ تُغيرُ مسار فكرة ما نحو الأفضل في ذهنِ شخص ، وقد تبدلها إلى الأسوأ ! .. كنتُ دائمًا ما أقول أن الإعلام بحرٌ لا قرار له ، حينَ تلقي نفسكَ فيه فلابد أن تكونَ مُتقنًا للسباحة أوَّلًا ! ، العومُ فيه يحتاجُ منكَ أن تكونَ ذو رسالة واضحة و رؤية للشاطئ الذي تودُ الوصولَ إليه ! ، أيضًا لابد أن يكونَ الإعلاميّ شخصًا مسؤولًا عن كلماتهِ لأن الأعين عليه كما يقول الـ د.جاسم سلطان ، إذ أنهُ دائمًا ما يغطي الأحداث وينظر للأمور من زاوية أخرى ناقدة في الغالب ! – ينقل القضايا وينظر لها بموضوعية ، أو هذا ما يُفترض و يُنتظر منه ! ، فتجد أن الناس في المجتمع يراقبون تحليلاتهِ ومواقفهِ التي يظهر فيها مدى مصداقيته وموافقة حديثهُ لفعلهِ ! ، أيضًا لابد أن يُضحِّي ويتخلى عن أمور كثيرة في سبيل حرية الكلمة والرأي وإظهار الحق والحياة الآمنة للناس !

تنفسوا أحلامكم ، عيشوها بتفاصيلها الصغيرة لِـ تأتي وتكونَ حقيقة و واقع تعيشونَهُ يومًا ما بإذن الله فَـ جميلٌ أن تعيش الحلم والأجمل أن تدعَ الآخرين حولك يعيشونهُ معك ! ، ولا تنسَ أبدًا أن الإعلام عالمُ شائك وبحرٌ دون قرار ، لِـ تدخلهُ لابد أن تكونَ قدر المسؤولية كي تنجح و تتميز !

* ربما حددتُ مساري في الحياة منذُ عامين ! ، وربما كان يتأكدُ لي كل يوم أنني خُلقتُ لذلك وليس لغيرهِ ! ، مع ذلك أحتاج توجيهكم .. وبالمناسبة ، لم أدرس الإعلام بعد ، فمازلتُ طالبة سنة تحضيرية في جامعة الملك عبدالعزيز ، و سأبدأ دراستي في الإعلام في السنة الدراسية القادمة بإذن الله ، حديثي هنا هو من واقع تجربة شخصية لا أكثر ، قد تفيدكم وقد لا تفيدكم ، وفي نهاية الأمر تذكروا دائمًا أنكم وحدكم تقررون و وحدكم تملكون كامل الحرية في التصرف في أمورِ حياتكم !